إن الله عز وجل حين خلق الخلق ذكوراً وإناثاً أودع فيهم شهوات عديدة، كشهوة الغذاء، والجنس وحب الشهرة، وشهوة حب المال، إلى غير ذلك من شهوات، وقد أودع الله عز وجل في الإنسـان ذكراً وأنثى، إلى جانب هذه الشهوات كلها، فطرة سـليمة تضمن لمن يتقيد بها أن يلبي احتياجاته من كل شـهوة منها، في إطار من الخلق القويم والسلوك المستقيم.
لكن بعض الناس خاصة أولئك الذين يبتعدون عن ربهم لا يكتفون بتلك الفطرة السليمة ولا يقتنعون بها، بل نراهم يتمردون على فطرة خالقهم ويطلقون لأنفسهم العنان لينغمسوا في الشهوات دون وازع من خالق ولا رقيب ولا حسيب.
إن الأمراض التناسلية الجنسية هي الأمراض التي تنتقل بواسطة الاتصال الجنسي من شخص مصاب إلى شخص سليم، ومثال ذلك: مرض السيلان، والزهري (السفلس)، والهربس التناسلي، و القرحة الرخوة، وتورم الغدد الليمفاوية (LGV)، وتورم مرض الزهري (GI)، وفقدان المناعة المكتسب «الإيدز»، والتهاب الكبد (HBV)، وهناك أمراض فطرية وطفيلية أخرى إضافة إلى مرض الجرب والقمل بجانب الأمراض البكتيرية والفيروسية تنتقل أيضاً بالاتصال الجنسي من طرف مصاب لآخر سليم. ومن الممكن أيضاً أن يصاب الشخص بأمراض عدة في آن واحد إذا ما تعرض للإصابة بها وليس من المستبعد أيضاً تكرار الإصابة مرات عدة في حال تعرضه للإصابة بعد شف
فترة الحضانة
كما أن لكل مرض فترة حضانة، وهي المدة التي تبدأ بدخول الميكروب إلى جسـم الإنسان وحتى ظهور أعراض المرض عليه. وتختلف من مرض لآخر، وقد تتراوح من يوم في بعض حالات السيلان إلى سنوات عدة في بعض حالات الإيدز، ويكون فيها المصاب شـديد العدوى ودون علمه، ومن هنا كانت أهمية الوقاية خير علاج، والوقاية هي الابتعاد عن الاتصال الجنسي الغير مشروع وعن كل ما نهى الشرع عنه.
قبل أن نتحدث عن كيفية الوقاية، وطرق العدوى وغيرها دعونا نستعرض بعض الأمراض ذات العلاقة الجنسية والتي لا تشكل خطراً على الشخص المصاب بنفسه فحسب،بل على المجتمع بأسره
لعوامل التي تساعد على انتشار الأمراض التناسلية
يعود انتشار الأمراض الزهرية والتناسلية في المقام الأول إلى العلاقات الجنسية المشبوهة الغير مشروعة، والتي حذرنا الإسلام منها وحصننا منها بالزواج. ولعل بعض الأسباب التي لا بد من ذكرها، ألا وهى: ضعف الوازع الديني وخاصة عند الشباب.
• الحرية الشخصية الخاطئة وزيادة أوقات الفراغ.
• سهولة التنقل والسفر إلى الخارج وتقديم التسهيلات لهم للترفيه الرخيص وزيادة الموارد المادية.
• انتشار البغاء والدعارة بشكل مذهل وخاصة في البلاد الفقيرة والمادية.
• تفاقم الأزمة المادية والاقتصادية والاجتماعية مما جعل الجنس مادة تشترى بأبخس الأثمان.
• المعلومات الخاطئة عند عامة الناس بطرق الوقاية السليمة من الأمراض التناسلية.
• وجود نساء مصابات دون ظهور أعراض المرض عليهن.
• استعمال وسائل منع الحمل الحديثة وترك الوسائل القديمة مثل الغشاء والحجاب الواقي التي كانت تساعد على منع العدوى.
• إدمان الكحوليات والمخدرات.
• عدم وجود مناعة دائمة ضد الأمراض التناسلية بعد الإصابة بها من المرة الأولى، مثل الحصبة والجدري وغيرها من الأمراض السارية والمعدية. وعدم توفر التطعيمات المحصنة المناسبة.
• العلاج الحديث سـريع وفعال، مما يشجع على عدم الخوف من أخذ العدوى (أمن كاذب).
• تكرار الإصابة وتناول العلاجات دون وعي علمي جيد، مما يزيد من مناعة هذه الأمراض ضد الأدوية المتداولة.
• التأخر في مراجعة الطبيب والحياء من مراجعته واستشارته عند أول ظهور الأعراض، وخاصة عند النساء.
• اختفاء العلامات الظاهرة والفارقة لهذه الأمراض مع مرور الزم
سبل الوقاية من الأمراض التناسلية
• الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي وشرعه.
• الابتعاد عن إقامة علاقات جنسية محرمة وعدم اللجوء إلى الترفيه الرخيص.
• ضرورة نشر وعي وثقافة صحية مدروسة بين مختلف الأجيال.
• ضرورة المراجعة المبكرة للطبيب بمجرد الشك في أي مرض تناسلي.
• الشعور بالمسئولية تجاه الطرف الآخر، وعدم ممارسة الجنس أثناء العدوى والعلاج. مع عدم الاطمئنان إلى استخدام المضادات كوقاية مسبقة للمرض.
• الشعور بالمسئولية وإقناع مصدر العدوى مراجعة الطبيب للتداوى.
• فحص المتبرعين بالدم للتأكد من عدم إصابتهم بالأمراض، ومنها الزهري والإيدز وفيروس التهاب الكبد.
• تشجيع التبرع بالدم وعدم اللجوء إلى شراء الدم من الآخرين.
• عدم استخدام الحقن المستعملة من قبل أشخاص آخرين.
• إتباع وسائل الأمان عند تناول عينات الدم وإفرازات الجسم الأخرى واستخدام القفازا
تدابير عامة وخاتمة
في أغلب الأمراض التناسلية يجب مراعاة ما يلي:
• عدم الاتصال الجنسي حتى الانتهاء من استعمال المضاد الجرثومي ويكون التجاوب للعلاج مرضٍ.
• شرب السوائل بكثرة حتى لا يهيج البول الاحليل ومجرى البول.
• تمنع المشروبات الكحولية حيث أنها تؤدي إلى تهيج مجرى البول في بعض المرضى، ولو أن العلاقة غير واضحة تماماً.
وبعد، فهذه الأمراض لا تنتشر بشكل عارض، وإنما نتيجة لنشاط يمكن للإنسان التحكم فيه. فالعدوى يمكن كبحها إلى حد بعيد بالتحكم في النشاط الجنسي.
ختــامـــاً
لابد ونحن نرى ما تقاسيه المجتمعات البعيدة عن فطرة الله من هذه الأمراض الجنسية الخطيرة أن نشكر الله عز وجل الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام الذي يحصننا بتعاليمه وشريعته وأخلاقه الى الابتعاد عن الوقوع في براثن هذه الأمراض الخبيثة.
ومن حقنا كمسلمين أن نفاخر بأن إسلامنا العظيم قد سبق الناس جميعاً في التحذير من هذه الأمراض، وفي التنبيه إلى حقيقة تؤكدها الأدلة والبراهين وهي أن انتشـار هذه الأمراض إنما هو عقاب رباني يلاحق المتمردين على فطـرة الله المنفلتين من كل قيد أخلاقي حيث يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيلا } «الإسراء 32»
{إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون} «النور 19»
ويقول رسـولنا صلوات الله وسلامه عليه: (إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله) «رواه ابن عباس في صحيح الجامع».
يجب الاعتراف بأن جميع الطرق التي استنبطت حتى الآن من أجل السيطرة على مرض الإيدز والسيلان وغيره من الأمراض التناسلية الأخرى قد باءت بالفشل بالرغم من توفر كم هائل من المستحضرات الطبية المضادة لجرثومة الغونوكوكس وغيرها، فلا تزال هذه الأمراض في انتشار متزايد، وليس لدينا وسيلة آمن وأفضل غير الوقاية، والوقاية خير علاج.
فقدان المناعة المكتسب - الإيدز
كلمة الإيدز (AIDS) هي عبارة عن الأحرف الأولى للكلمات الأربع التي يتكون منها اسم المرض باللغة الإنجليزية وهو: "Acquired Immuno Deficiency Syndrome"، ومعناه "فقدان المناعة المكتسب" أو "متلازمة العوز المناعي المكتسب".
سبب مرض الإيدز
الفيروس هو العامل المسبب للمرض. وقد أطلقت عليه أسـماء كثيرة، ولكنه يعرف الآن بالاسم المتفق عليه دولياً، وهو فيروس العوز المناعي البشري (HIV).
فترة الحضانة
تتراوح مدة الحضانة لمرض الإيدز من 6 شهور إلى 10 سنوات أو أكثر، وهي المدة التي يحتاجها فيروس الإيدز منذ دخوله جسم الإنسـان وحتى ظهور أعراض المرض. هذا ويختلف الحال مع الأطفال، إذ ربما يولد الأطفال، من أمهات يحملن الفيروس، مصابون بفيروس الإيدز. وتقصر فترة الحضانة عادة لدى الأطفال، إذ تتراوح ما بين 4 شهور و 8 سنوات أو أكثر.
طرق العدوى
الإيدز من الأمراض المعدية، وهو ينتشر بكثرة في المجتمعات التي أدمنت على الشذوذ الجنسي والمخدرات،وإذا أصيب الإنسان بهذا الفيروس فإنه يبقى معدياً لغيره طوال حياته.
أوضحت جميع الدراسات الوبائية أن هناك أربع طرق رئيسية للعدوى هي:
1) الاتصالات الجنسية، وخاصة الغير مشروعة.
2) تعاطى المخدرات أو الأدوات الملوثة الثاقبة للجلد.
3) طريق الدم الملوث ومشتقاته.
4) من الأم المصابة بالعدوى إلى طفلها.
وسائل انتقال الإيدز
المخدرات و الحقن الملوثة
الاتصالات الجنسية الغير مشروعة
من الأم المصابة بالعدوى إلى طفلها الدم الملوث ومشتقاته
أعراض ما قبل الإيدز
تبدأ الأعراض بما يشبه الأنفلونزا أو النزلات الشعبية من نوبات حمى وعرق أثناء الليل وفقدان للوزن. وبعد عدة أسابيع تظهر نوبات إسهال شديد، وقد يتضخم الطحال، ويصحب ذلك إنهاك جسدي شديد ونقص في خلايا الدم البيضاء الليمفاوية. ويحدث عند مريض الإيدز، أن الفيروس يغزو الخلايا التائية المنشطة، ويسيطر عليها، ويستعملها لصالحه، ويتضاعف داخلها، لينتهي الأمر به إلى تفجيرها، والانطلاق من داخلها بأعداد هائلة، ليمارس كل فيروس منها الدور نفسه مع خلية جديدة، وبهذا يقل عدد الخلايا المقاومة في الجسـم. ويظهر العجز الذي يظهر على جهـاز المناعة عند المصاب به، على هذه الصورة الخطيرة. وخلال حصول هذه التطورات، يصاب المريض بإنتانات وأعراض كثيرة، تكون بسيطة في البداية، كالحمى والتعرق وآلام المفاصل والتهـاب الحلق والطفح الجلدي، ثم تتطور وتتعقد ويأخذ المريض بالشكوى من إنهاك عام شديد، وتضخم في الغدد الليمفاوية، ونقص شديد في الوزن، وارتفاع في درجة الحرارة دون سـبب معروف ودون تجاوب مع العلاج، والتهابات فطرية في الفم والحلق، وإسهالات شديدة ومزمنة، وظهور الإنتانات الانتهازية التي ربما تكون السبب المباشر للموت، والتي تسببها إما طفيليات أو فيروسات أو فطريات أو بكتيريا. و ظهور السرطانات الجلدية، مثل كابوسي ساركوما، وسرطانات العقد والأنسجة الليمفاوية