جُب البسيطة راجلاً أو فارساً فلن تجد مثله في سعة الاطلاع ومعرفة الكتب والكُتَّاب ...
إن رغبت الفقه فهو فارس ميدانه ..
وإن رغبت علم اللغة وفنونها فهو ممسكُُ بمزمامه
وإن رغبت العقيدة فهو مورد الظمآن
وإن رغبت الأصول ففي ميدانه يجول ويصول
وإن رغبت معرفة أحوال الكتب ومصنفيها ومذاهبهم ومناهجهم وطرقهم في الاستدلال والترجيح فانزل بساحته ولا تخشى الظمأ وأعلم أن لديه عيناً لا تنظب
وإن رغبت في علوم السنة الحديث المصطلح ومناهج أهله فيه فاقعد واقطع اتصالك فهذه بضاعة الشيخ وتجارته، وما عداها تبع لها !
شيخ تخطى الكهولة !
شاب مفرقة ..
أظنه وضع قدمه على عتبة عُشر الستين !
يَحفظ ألفية العراقي عن ظهر قلب
لا يخرم منها بيتاً !
قال مرَّةً : قرأت الكتب الستة وشروحها قبل أن ينتصف عقده الثالث !
كم نزلت بي نازلة، أعيتني وأشياخي زمناً وجدتها على طرف لسانه يرتجلها كأنما قرأها الساعة !
يقرأ عليه في شروح السنة ويستخرج لك فوائد اللغة والتفسير كأنما الذي يقرأ عليه كتاب نحو أو تفسير !
لا تظن أنك تسأله فتُعيِيِه !
فهو بحر لا ساحل له ..
مع ما حباه الله من حُلم وتواضع ..
يحسبه من يراه كسائر القوم وهو قائدهم ..!
تقيٌّ نقيٌ زكيٌ !
ليست الدنيا لديه مظاهر
بل عنده لا تقاس إلا بالسرائر !
ما رأيته يلبس يوماً زِيَّ المشايخ ( المِشْلح ) وقد لبسه من هو دونه مسيرة أعوام !
وهو أحق به ممن يلبسه اليوم !
إنه العلَّامة الفقيه المُحَدِّث الأصولي النظار الطُّلعة الزَّكي النقيُّ الصالح عبدالكريم بن عبدالله الخضير - ألبَسه الله حُلل العافية والسلامة _